ادمن العسكرى وتصريحات خطيره جدا عن الانقلابات الاخيره
قال ادمن الصفحة الرسمية للقوات المسلحة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" ، انه منذ الإعلان عن إلغاء الإعلان الدستورى المكمل وإجراء تغييرات فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، انطلق الإعلام بكل وسائله المختلفة، المسموعة والمرئية والمقروءة، وكذلك العديد من الخبراء بكل مسمياتهم، فى محاولة لتحليل وفهم ما حدث، كل من وجهة نظره الخاصة.
وأشار إلى أن النتيجة كانت خروج مئات التحليلات والاستنتاجات والنتائج التى أدت إلى بلبلة الشارع المصرى وعجزه عن الوصول إلى الحقيقة، مما أدى إلى تأجيج الصراع بين القوى السياسية المختلفة، منها ما هو مؤيد للقرارات ومنها ما هو معارض وبشدة، ليس حباً فى العسكر، كما يحلو لهم أن يطلقوا عليهم، وإنما كرهاً ورفضاً للقوى السياسية التى تدير أمور الدولة فى الوقت الحالى، والتى جاءت بانتخابات شرعية ونزيهة شهد لها القاصى والدانى.
وأضاف الأدمن: "بدأت مجموعة من السياسيين والصحف التحدث عن انقلاب عسكرى ومؤامرة كان مخططاً لها يوم 24 أغسطس، ولهم نقول وللتذكرة فقط، منذ ثورة يوليو 1952 تعرضت مصر لمواقف كثيرة، أبرزها وأشهرها موقفان، الأول حدث عام 1977 عقب انطلاق المظاهرات العنيفة فى مصر، اعتراضاً على قرارات الرئيس السادات، رحمه الله، فى ذلك الوقت بزيادة الأسعار، وكادت مصر أن تحترق ونزلت القوات المسلحة إلى الشارع وتمت السيطرة على مصر بالكامل فى أقل من 24 ساعة، وكان المناخ مهيئاً لانقلاب عسكرى، لو أرادت القوات المسلحة ذلك فى هذا الوقت ولم يتم".
وتابع الأدمن قائلاً: "والمرة الثانية عام 1986 عقب أحداث الأمن المركزى، وكادت مصر أيضاً أن تحترق، وكان وقتها المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة وزيراً للدفاع، والكل يعرف مدى حب وتقدير المصريين لوزير الدفاع حينئذ، وسيطرت القوات المسلحة على الأوضاع فى أقل من 24 ساعة، ولم تنقلب على السلطة الشرعية، وأعادت الهدوء والاستقرار إلى مصر".
وأوضح أن الكثير من الشباب والثوار لم يحضر بالتأكيد هذه الأحداث لأن الأول كان منذ 35 عاماً، والثانى منذ 26 عاماً تقريباً، بل يمكن أن نقول إن كثيراً من السياسيين الشباب لا يكادون يتذكرون هذه الأحداث.
وأضاف أنه عندما قامت ثورة 25 يناير، انحازت القوات المسلحة إلى الشعب وكان تواجدها وانتشارها مختلفاً تماماً عن المرات السابقة لإدراكها وحسها بالحدث الجلل الذى بدأ فى ذلك الوقت يزلزل مصر.
وأوضح الأدمن أنه على الرغم من أن البعض قد يحاول أن يعارض أو ينفى أو يكذب، فإن القوات المسلحة لو تعاملت مع الحدث التاريخى بدون حس وطنى أو وعى وإدراك لقيمته وخطورته كان يمكن أن تحدث كارثة فى مصر، لن نشبهها بأى من دول الجوار، حتى لا يظن أحد أننا نزكى أنفسنا على شعبنا العظيم، ولكنها الحقيقة لمن يدرك حجم وقوة وتسليح القوات المسلحة، مهما حاول المغرضون والكارهون لنا أن يصوروا الأمر، والضحايا سيكونون بالآلاف وليس بالمئات.
وأشار إلى أنه طوال عام ونصف العام، كنا نحاول إدارة الدولة فى الفترة الانتقالية، وخلالها تعرضنا لما لا طاقة لبشر لاحتماله وبعض ممن يتباكون اليوم على رئيس المجلس الأعلى السابق المشير طنطاوى، كانوا يهتفون ضده فى الميادين ويطالبون بإعدامه هو ومجلسه العسكرى.
وأضاف: "المجلس العسكرى لم يدخر جهداً ووسعاً للوصول بمصر إلى بر الأمان، يتسامح مع كل من أخطأ فى حقه شخصياً، والجميع يعلم، وعندما حانت لحظة التغيير واستراحة المحاربين، بدأت الموجة الثانية من الهجوم، وكأنهم فى عداء شخصى مع كل من يمثل القوات المسلحة يوجهون الاتهامات لأبنائها الشرفاء دون تمييز أو خبرة، منتهزين حادث رفح الأخير فى محاولة لفتح ملف يمكنهم من تنفيذ أهدافهم، ومنها اتهام المخابرات الحربية بأنها هى المسئولة عن ملف سيناء، وهو حق يراد به باطل".
وتابع الأدمن قائلاً: "ومن يعلم مهام القوات المسلحة والمخابرات الحربية يدرك سطحية هذا الكلام، لأن الجهات الأمنية والعسكرية والمدنية جميعها تعمل فى سيناء، والمسئولية مشتركة، لو أضفنا إلى ذلك حجم الأعباء والضغوط والإنهاك الذى تعرضت له القوات المسلحة فى أكثر من عام ونصف العام للحفاظ على مصر، والتى كانت سبباً رئيسياً لاستغلال الخونة والإرهابيين والعملاء الفراغ الأمنى فى سيناء لإعادة تنفيذ مخططاتهم السوداء، والتى أقسمنا بالله إننا منتقمون، ليس لحادث رفح فقط، وإنما لكل الدماء الذكية التى سالت فى سيناء خلال العام والنصف الأخيرة".
وقال الأدمن، "وقد بدأت مصر تشهد القصاص سواء فى العملية "نسر" أو فى أحكام القضاء بإحالة المتورطين فى بعض العمليات إلى فضيلة المفتى، وتبقى الكذبة الكبرى وهى محاولة إيهام الشعب المصرى، بأن وزير الدفاع الجديد هو رجل الإخوان، وأنه قد غدر بأعضاء المجلس السابقين، فهؤلاء الحمقى نرد وباختصار شديد أن وزير الدفاع قد تقلد كل مناصبه القيادية فى عهد المجلس الأعلى السابق، وحتى الوصول إلى منصب مدير المخابرات الحربية وأنه تقلد منصب مدير المخابرات الحربية فى عهد الرئيس السابق، والذى لابد من موافقته حتى يتم تعيين مدير المخابرات الحربية، والجميع يعرف مدى عداء النظام السابق للإخوان المسلمين، ومن الواضح أن كل من يلتزم دينياً أو أخلاقياً أصبحوا يعتبرونهم من التيار الإسلامى، أياً كان الفصيل".
واختتم الأدمن رسالته بـ"كلمة أخيرة، لمن أراد أن يفهم أو يحب أن يفهم أن كل ما حدث فى الأيام الأخيرة حدث بالتشاور مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وقد تم تسليم الراية للجيل الجديد حتى يستريح جيل أكتوبر المجيد، وقد تم تكريمه بما يليق بكل منهم من الدولة تقديراً وعرفاناً لما قدموه طوال تاريخهم المجيد، ولا خير فى أمة تمحو تاريخها.. كلمة أخيرة للمشككين والرافضين وطامعى السلطة إلى آخره.. لا تقحموا القوات المسلحة فى صراعاتكم السياسية وأهدافكم الشخصية، من أراد شيئاً فليسع له، والطريق بات واضحاً ومعروفاً للجميع هو صندوق الانتخابات، كفى توترا وإرهاقا للدولة التى أصبحت تئن من تصرفات أبنائها، فمصر تريد أن تلتقط أنفاسها.. لسنا طرفاً فى صراع ولن نكون.. لسنا طامعى سلطة أو حكم.. لن ننقلب على شرعية اختارها الشعب.. لقد استيقظ الشعب المصرى من ثباته العميق، ويعرف كيف يحقق أهدافه ولا يحتاج إلى وصاية أحد".
صدى البلد